Mère Thérésa

الله صديق الصَّمت، والصّمت يتيحُ لنا رؤيةً جديدةً لكلّ شيء

Picture
قد تجد مشقّةً في الصلاة، إن أنتَ جهلتَ طريقها. وعلى كلٍّ منّا أن يُساعد نفسه على الصلاة، فيشرَع باللّجوء إلى الصّمت، فلا يسعُنا أن نضعَ نفسنا في حضور الله المباشر، ما لم نمارس الصَّمت، داخلياً وخارجياً.التزام الصمت الداخليّ ليس بالأمر السهل، ولكنّه جهدٌ لا بدَّ منه. غير أننا، في الصّمت وحده، نكتشف قدرةً جديدة، والوحدة الحقّة. إذ تصبح قدرة الله قدرتنا، فتمكّننا من تحقيق كلّ شيء كما ينبغي، ومن تحقيق وحدة أفكارنا وأفكاره، وصلواتنا وصلواته، وحياتنا وحياته. الوحدة هي ثمرة الصلاة، والتواضع والحبّ.في صمت القلب يتكلّم الله، وإن أنتَ واجهتَ الله في الصمت والصّلاة، كلَّمكَ الله. وستعلم حينئذٍ، أنّك لا شيء. وعندما تُدرك عدمكَ وفراغك، سيكون بمكنة الله أن يملأكَ بذاته؛ إنّ نفوس المصلّين الكبار هي نفوس صمتٍ سحيق.الصّمتُ يُرينا كلّ شيءٍ بوجهٍ قشيب؛ ونحن في حاجةٍ إلى الصمت للنفاذ إلى النّفوس. فالجوهريّ ليس ما نقول، بل ما يقوله الله، ما يقوله لنا، وما يقوله من خلالنا. وفي مثل هذا الصَّمت سيسمعنا، وسيُخاطب نفسنا، وسنسمع صوته.في صمت القلب يتكلّم الله، وما عليكَ سوى الإنصات له. وعندما سيمتلئ قلبك بالله، وبالحبّ، وبالرّأفة، وبالإيمان، يتسنّى لفمكَ أن يتلفّظ.تذكّر، قبل أن تتكلّم، ضرورة الإصغاء، وحينئذٍ فقط، من أغوارِ قلبكَ المزدهر يمكنكَ أن تتكلّم، وسيسمعكَ الله


Designed by: Pierre Samaha
e-mail: [email protected]